السياحة الطبية في شمال أفريقيا

تقرير لعام 2020 من اعداد معرض شمال أفريقيا الصحي

ما هي السياحة الطبية؟

 

"إن السياحة الطبية هي عندما يختار المستهلكون السفر عبر الحدود الدولية بقصد الحصول على شكل من أشكال العلاج الطبي. قد يشمل هذا العلاج مجموعة كاملة من الخدمات الطبية، ولكن الأكثر شيوعا هو العناية بالأسنان والجراحة التجميلية والجراحة الانتقائية وعلاج الخصوبة."

 

منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، 2010

اطلع على التقرير لمعرفة المزيد

لطالما تقيدت الرعاية الصحية بحدود الدولة وبالرغم من ذلك شجعت أهم التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في العقود الأخيرة على دور أكثر عالمية لتطوير السياسات الطبية. وقد أتاحت هذه الروابط المحلية فرصاً جديدة لتقديم الرعاية الصحية عبر الحدود، كما أدت إلى ارتفاع السياحة الطبية بوصفها ظاهرة عالمية.

 

هناك العديد من التطورات التي تدعم هذا النمو في السفر الطبي العالمي مثل:

  • الأنظمة التنظيمية مثل الاتفاقية العامة لتجارة الخدمات (وغيرها من اتفاقيات منظمة التجارة العالمية)
  • الاعتراف بأنماط الأمراض العالمية
  •  تزايد حركة المرضي (انخفاض تكاليف شركات الطيران والتقدم في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتغير الاتجاهات الثقافية بين الجمهور حول الوجهات الخارجية)
  • تطور الصناعة

 

رؤية الصناعة العالمية

أشارت شركة جراند فيو ريسرش للأبحاث والاستشارات بأنه من المتوقع أن يصل حجم سوق السياحة الطبية العالمية إلى 179.6 مليار دولار أمريكي بحلول عام ،2026 مسجلاً نسبة 21.9% من معدل النمو السنوي المركب خلال فترة التنبؤ. وقد عبر ما يقرب من 100 مليون مريض الحدود الدولية للرعاية الطبية منذ بداية هذا القرن، كما انه قد سافرت أعداد أكبر داخل بلادها للحصول على علاجات غير متوفرة بالقرب من منازلهم.

في العام 2019، سيستمر المرضي في هذه الممارسة مع الرعاية الصحية الدولية التي من المقرر أن تنمو بنسبة 15-20% في عام 2019. يدعم هذا النمو زيادة فرص الحصول على الرعاية الجيدة والبحث عن خيارات ميسورة التكلفة في حين يسافر آخرون للحصول على أفضل رعاية متاحه بغض النظر عن السعر.

في مقال نشر مؤخراً في مجلة الصحة العربية، أشار الرئيس التنفيذيلمجلة بيشنتس بيوند بوردرز، جوزيف وودمان، إلى ثمانية عوامل مشجعة على السياحة الطبية العالمية في العام 2019:

  • ارتفاع مستوي المعايير السريرية والسمعة مع الاعتماد الدولي
  • ارتفاع عدد الوكالات الطبية عبر الإنترنت
  • استمرار تجنب التأمين الصحي لسوق السياحة الطبية
  • تشهد السياحة الطبية نمواُ صحياً على الصعيد العالمي
  • ارتفاع حجم المرضي الصينيين
  • الحاجة المتزايدة لعلاج الأسنان
  • بحث جيل الألفية عن علاج أفضل وأقل تكلفة
  • ربط التطبيب عن بعد الأطباء مع المرضي

ما هو موقف شمال أفريقيا؟

شهدت البلدان الافريقية في العقد الماضي زيادة في عدد السائحين الذين يسافرون لتلقي العلاج الطبي. حيث تقدم السياحة الطبية في أفريقيا للزوار الأجانب خدمات كثيراً ما تكون أقل تكلفة وأعلى جودة من التي كانوا سيتلقونها في بلدانهم الأصلية خاصة إذا كانوا يسافرون من داخل القارة الأفريقية. وتعد جنوب افريقيا وتونس ومصر والمغرب من بين الدول الافريقية التي تجذب الاهتمام الدولي وتستهدف المستثمرين في هذه الصناعة.

 

توفر هذه الأسواق المتطلبات المثالية لتحقيق صناعة طبية مزدهرة مثل: المناخ المناسب والمواقع السياحية الدولية غير المتداولة والممارسين الطبيين والمرافق الطبية المعتمدة بدرجة عالية. وادراكاً بالحاجة إلى رأس المال والتمويل للتنافس مع المراكز السياحية الطبية الرئيسية في تايلاند والهند وسنغافورة، تبنت هذه الحكومات الأفريقية الشراكات الدولية والتزمت بتطوير البنية التحتية اللازمة وتأمين رأس المال الخاص لتمويل المشاريع القادمة التي تهدف إلى دفع بلادهم كأفضل الوجهات الطبية السياحية.

مصر

وفقاً لمجموعة أكسفورد بيزنس جروب، فعلى الرغم من أنه هناك مزيج تعددي من المرافق العامة يميز نظام الرعاية الصحية المصري، إلا أنه كان متأثراً بالنمو السكاني السريع ومستويات التمويل المنخفضة نسبياً. وبالتالي، فإن معظم المصريين يفضلون المرافق الخاصة، مما يؤدي إلى حدوث مستويات عالية من النفقات من الأموال الخاصة وزيادة الرغبة في الحصول على تأمين خاص.

 

واستجابة لذلك، شرعت الحكومة في عدة إصلاحات تهدف إلى تحسين نوعية خدمات الرعاية الصحية وإمكانية الحصول عليها لسكانها. ومن المرجح ان يعقب ذلك الطلب على المعدات الطبية والمستحضرات الصيدلانية ومرافق الرعاية الصحية، مما يتيح استمرار نمو القطاع الخاص وفرصه.

 

وفي عام 2017، احتل مؤشر السياحة الطبية المصري المرتبة الثامنة والعشرين من حيث التصنيف العالمي للسياحة الطبية. وجاءت مصر في المرتبة الثالثة لصناعة السياحة العلاجية في العالم العربي بفضل ميزة التكلفة الأفضل مقابل البلدان الأخرى في المنطقة مع الاستفادة أيضا من سمعتها كوجهة تاريخية ومركز سياحي. وبالرغم من ذلك، أشار مؤشر السياحة الطبية إلى حاجة البلاد للعمل على الحصول على الاعتماد الدولي لمرافق الرعاية الصحية ونوعية موظفيها الطبية.

في السنوات الأخيرة، تم اتخاذ عدد من المبادرات بغرض دعم السياحة الطبية الوافدة إلى البلاد. وفي يونية 2019، تم الإعلان عن شروع مصر في مشروع ضخم لإنشاء أكبر مدينة للسياحة الطبية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باستثمارات تزيد عن 20 مليار جنيه مصري.

 

وفي الوقت ذاته، أعلنت لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب المصري، في ديسمبر 2018، بدء مشروع السياحة الطبية الذي سيجلب السياح إلى البلاد خلال النصف الثاني من العام 2019.  وأكدت اللجنة على أن هناك العديد من المناطق السياحية في مصر التي لديها القدرة على الاستفادة من السياحة الطبية بما في ذلك 16 المواقع الداخلية والساحلية، حيث تتوفر العلاجات الطبيعية للعديد من الامراض في مواقع مثل حلوان وعين الصيرة والعين السخنة والغردقة والفيوم والواحة وأسوان وسيناء وسفاجا علي البحر الأحمر.

 

أشارت اللجنة أيضاً إلى أن مصر تمتلك العديد من الينابيع الكبريتية والمعدنية التي تحتوي على مركبات كيميائية فريدة من نوعها. كما أنه يمكن أن يقوم الطين في هذه الينابيع الكبريتية بعلاج العديد من أمراض العظام والجهاز الهضمي والجهاز التنفسي، في حين أنه يمكن علاج الامراض الجلدية عن طريق دفن المريض في الرمال الساخنة.

 

أطلقت مصر مبادرة السياحة العلاجية "الجولة والعلاج" سابقاً في فبراير 2017. حيث تقدم المبادرة علاجاً للمصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائي (C) من جميع انحاء العالم، بواسطة برنامج علاج فعّال ومتقدم بتكلفة اقل. وأعقب ذلك بالموافقة على مشروع قانون بشأن السياحة الطبية لضمان التنسيق بين وزاره السياحة ووزارة الصحة في مجال السياحة الطبية الناشئ في ديسمبر 2018.

 

أدلي الدكتور/ فادي مايكل، المدير الطبي العام بمستشفى جنوب سيناء، في شرم الشيخ، مصر برأيه قائلاً أن جراحات التجميل بما فيها تكبير الثدي ورفعه وإعادة بناء البطن وشفط الدهون والبوتكس والفيلر والغسيل الكلوي وإجراءات طب الأسنان والعلاج الكيماوي وعلاجات الليزك تحظي بشعبية بين المرضي وليس فقط في منطقة الخليج وإنما في روسيا والدنمارك وإيطاليا وبولندا والمملكة المتحدة. وقد توسعت مستشفى جنوب سيناء التي تعتبر منشأة خاصة ب1.500 متر مربع وأصبحت قادرة حالياً على شغل 200 سرير.

 

تم الإعلان عن واحة سيوة المصرية كوجهة عالمية للسياحة الطبية والبيئية خلال مؤتمر السياحة العلاجية الذي عقد في مدينة الإسكندرية في 2017. وتمتلك واحة سيوة التي تعد واحة نائية تقع في الصحراء الغربية في مصر، 50 كم شرقا من الحدود الليبية، العديد من ينابيع المياه التي يقال أنها تعالج أمراض مثل الصدفية والروماتيزم وبعض امراض الجهاز الهضمي.

 

وتُعرف واحة سيوة جيدا بين المسافرين الطبيين المحليين والدوليين بفضل "حمامات الشمس" التي تُنظم من شهر يونيو وحتى شهر أغسطس بالقرب من جبل الدكرور. وتستخدم رمال هذه المنطقة في علاج الحالات الطبية مثل الروماتيزم ومشاكل في الركبتين والظهر والجلد.

تونس

أعلنت الحكومة التونسية في مارس 2019 عن إجراء إصلاح نظام الرعاية الصحية في البلاد وتعزيز مكانه تونس كمركز طبي لأفريقيا. وأكدت مجموعة أكسفورد بيزنس جروب أن القطاع الصحي الخاص في تونس نما بشكل كبير خلال العقدين الماضيين، حيث ارتفع عدد أسرة المستشفيات الخاصة من 2100 في عام 2001 إلى 6000 في عام 2019. وأعرب رئيس الاتحاد الوطني للصحة، بوبيكر زاكاما، أنه من المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 10,000 بحلول عام 2024.

 

اعتبرت تونس وجهة طبية موثوقة في المنطقة منذ فتره طويلة نظراً لموقعها الجغرافي الاستراتيجي ونظام الرعاية الصحية الخاص بها الميسور نسبياً.  يبحث كل عام حوالي 500,000 مريض أجنبي عن رعاية المرضي الداخليين في المستشفيات التونسية، ويستخدم حوالي 2-2.5 مليون مريض أجنبي الرعاية الخارجية. وتأتي غالبية المرضي الدوليين من الدول المجاورة لها مثل ليبيا والجزائر وهناك أيضاً عدداً كبيراً منهم يأتي من الدول الإفريقية جنوب الصحراء الكبرى.

 

ترجع سمعة تونس كوجهه سياحية صحية إلى علاجها البحري بحد كبير. حيث تحتل مكانة عالية في العلاج الطبي للبشرة الذي تستخدم فيه العناصر المعدنية المتواجدة في شواطئها المتوسطية للحصول على تجربة علاجية. ومن المعتقد أن خصائص مياه البحر الأبيض المتوسط في تونس تعمل على تهدئة جفاف البشرة ومكافحة المهيجات الجلدية مثل حب الشباب والصدفية والأكزيما. 

 

 

 تملك تونس سمعة ممتازة في الجراحة التجميلية. ويعد الجمع بين الاستثمارات الكبيرة في التدريب والمعدات في القطاع الصحي العام والخاص وتكلفة الجراحة التجميلية والعلاج أمر تنافسي للغاية. توفر الشركات باقات الجراحة التجميلية الشاملة إلى تونس مما يجعل العملية أكثر سهولة.

 

كما شهدت تونس نمواً سريعاً في منتجعاتها الصحية مع ارتفاع في المرافق ذات المستوي العالمي في مدينة سوسة والحمامات وجربة وقمرت. وبالإضافة إلى جذب الإشادة الدولية، تتبع أنظمة هذه العيادات المعايير الدولية للاعتماد وتعزيز الصحة العامة.

 

وكان التأثير الأكثر أهمية هو من الاستثمار والحوافز الضريبية من قبل الحكومة التونسية مثل إلغاء ضريبة القيمة المضافة على العلاج الطبي لجميع المقيمين غير التونسيين والإعفاء الضريبي على المعدات والأجهزة الطبية وخفض الضرائب بنسبة 50 ٪ على جميع الاستثمارات المتعلقة بالمؤسسات الطبية والبنية التحتية. بدأت تونس في إنشاء مدن طبية ومناطق استثمار خاصه للشركات التي لديها خبره طبية لزيادة جذب الاستثمارات الخاصة.

 

عند الانتهاء، سيصبح تعزيز الدور الحيوي للسياحة الصحية في تونس أحدي المهام الرئيسية لمدينة الرعاية الصحية في المدينة الاقتصادية التونسية الواقعة على الساحل الشرقي لتونس. وتتمثل أحد الأهداف الرئيسية لمدينة الرعاية الصحية في استقطاب المرضي من الدول العربية والأفريقية لدعم صناعة السياحة الطبية من خلال تقديم أحدث المستشفيات والكليات الطبية ودور التمريض والعيادات وغيرها.

المغرب

وفقاً لمجموعة أكسفورد بيزنس جروب، تحسنت المؤشرات الصحية المغربية بانتظام في السنوات الاخيرة. وقد فتحت التغييرات التنظيمية الأخيرة الطريق للقطاع الخاص لزيادة الاستثمار، وما فتئ القطاع العام يكتسب المزيد من التقدم من حيث مستوي انفاقه. فعلي سبيل المثال، شيدت شركه إلسان، وهي مؤسسة صحية خاصه مقرها في فرنسا، منشأة بها 136 سريراً في بلدية بوسكّورة بالدار البيضاء تدعى كلينيك فيلا فيرت، التي افتتحت في يناير 2018. ووفقاً لأرقام وزاره التجارة الأمريكية هناك حوالي 360 عيادة خاصة للرعاية الصحية تعمل في المغرب وأكثر من 12,000 طبيب يعملون في هذا القطاع.

 

تخطو المغرب خطوات كبيرة إلى الأمام في مجال السياحة الصحية والعافية. وفي عام 2017 احتلت المغرب المرتبة الحادية والثلاثون في مؤشر السياحة الطبية (MIT). وجاء ترتيبها هذا ليس لأنها خيار رعاية صحية أرخص وإنما لكونها مركز سياحة يعمل على جذب المزيد من الزوار كل عام.

وعلى الرغم من أن هذا القطاع ليس متطوراً كما هو الأمر في بلدان أوروبا الشرقية ودول آسيا المجاورة وتونس، فإنه يستفيد من مزيج من المزايا من بعض النواحي، مثل قربها من أوروبا الغربية والمناخ اللطيف وتوافر العديد من الرحلات الجوية المنخفضة التكاليف إلى المملكة. يجيد العديد من المغاربة اللغتين العربية والفرنسية مما يجعلها وجهه جذابة بشكل خاص لكل من المرضي من الناطقين بالفرنسية ومن الدول العربية، التي تعتبر سوق مصدر مربح ومتزايد الأهمية للبلاد. وبهذه الطريقة، ستتنافس مباشره مع تونس في المستقبل القريب.

 

لتعزيز القدرة التنافسية للصناعة السياحية العامة في المغرب، أطلقت وزاره السياحة المغربية الاستراتيجية الوطنية Vision 2020. ويتمثل هدفها الأساسي في اجتذاب 1.5 مليار سائحاً والأسواق السهلة المنال بحلول 2020، مع التركيز بشكل رئيسي على منطقه غرب وشمال أوروبا. ويشار إلى قطاعي السياحة الصحية والعافية في الاستراتيجية باعتبارهما صناعتين رئيسيتين جاهزتين للتنمية وخلق فرص العمل.

 

وفقاً لمجموعة أكسفورد بيزنس جروب، تهيمن على السياحة الطبية في المغرب الجراحة التجميلية-التي كانت المملكة رائدة فيها وقت مبكر-وعلاج الأسنان. ويعد الحافز الرئيسي للمرضي للمجازفة في المغرب هو حافز مالي حيث أن يمكن أن تصبح تكلفة جراحه التجميل وأسعار زرع الأسنان في المملكة على التوالي أرخص بنسبة 30 ٪ و50 ٪ من تكلفة الإجراءات المماثلة عند أجراءها في فرنسا أو أجزاء أخرى من أوروبا الغربية. وبالإضافة إلى انخفاض التكاليف التشغيلية، فإن الجراحة التجميلية في المغرب لا تخضع لضريبة القيمة المضافة (خلافا لبعض الدول الأوروبية، بما في ذلك فرنسا) الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض الأسعار.

 

ومن المتوقع أن تصبح مدينة مراكش هيلث كير سيتي، الواقعة على الجانب الجنوبي من مراكش في شارع محمد السادس، الوجهة السياحية العلاجية الأكبر في الإقليم عند الانتهاء من المشروع. سيوفر المرفق مجموعة كاملة من الخدمات السريرية، بدئاً من الرعاية المنزلية وحتى الرعاية الرباعية المقومات، فضلاً عن الشقق الطبية وأماكن الإقامة في الفنادق لإعادة التأهيل والتعافي، لدعم إنتاجية المرضي والنقاهة والسكن العائلي.

الجزائر

أحرزت الجزائر تقدماً كبيراً في تغطية ونوعية خدمات الرعاية الصحية، مع تحسن المؤشرات بانتظام، إلى جانب انخفاض حالات الأمراض المعدية على مدي العقدين الماضيين، وفقاً لمجموعة أكسفورد بيزنس جروب. 

 

وعلى الرغم من ذلك، فإن الرعاية الصحية مدعومة بشكل كبير في الجزائر تماشياً مع إدخال نظام الرعاية الصحية الوطني في عام 1975. وفي حين أن الغالبية العظمي من المؤسسات الصحية في البلاد لا تزال مدعومة بالكامل من قبل الحكومة، فإن هذا بدأ يتحول تدريجياً مع نمو القطاع الخاص.

 

على الرغم من أن الدولة تشارك بشكل كبير في الرعاية الصحية، كان هناك 8400 ممارسة متخصصة خاصة و7000 ممارسات عمومية خاصة اعتباراً من عام 2015. وفي السنوات الأخيرة، فُتح عدد من المرافق والمستوصفات الخاصة في جميع انحاء البلاد، للرعاية العامة والمتخصصة على السواء، في حين تتوسع العديد من المؤسسات الخاصة القائمة.

وقد انخفضت عمليات نقل المرضي للخارج بنسبة 90% منذ عام2000، مما يعكس التحسينات الكبيرة التي حدثت في النظام المحلي. وبالرغم من ذلك، لا يزال هناك عدداً كبيراً من الجزائريين الذين يذهبون إلى الخارج للحصول على علاجات طبية أكثر تعقيدا. ومنحت فرنسا 1,600 تأشيرة طبية للمواطنين الجزائريين في عام 2014، وتشير التقديرات إلى أن هناك العديد من الجزائريين الذين يزورون فرنسا بتأشيرات سياحية للبحث عن علاجات طبية أثناء وجودهم هناك. كما يسافر عدد كبير من السائحين الطبيين الجزائريين إلى تونس والمغرب وتركيا.

 

أحد الجوانب الهامة للغاية من وجهه نظر السياحة الطبية هو تركيز الحكومة مؤخراً على السياحة في المنتجعات الصحية. وهذا القطاع متطور بالفعل وله إمكانات اضافية كبيرة بفضل وفرة الينابيع الساخنة في البلاد. ويضم القطاع حالياً ثمانية مرافق كبيرة تديرها الحكومة ولديها اتفاقات مع مقدمي التامين الصحي المحليين الرئيسيين مثل صندوق التامين الصحي الوطني الذي تديره الدولة لتوفير العلاجات لعملائها بالإضافة إلى 13 منتجعاً صحياً يديرهم القطاع الخاص. وفي عام 2017، تم تخصيص 70 من الينابيع الساخنة في 24 محافظه في البلاد للمستثمرين من القطاع الخاص لأغراض التنمية في مرافق المنتجع الصحي. يجتذب هذا القطاع الذي يعد جزءاً من خطة السياحة العلاجية أكثر من 300,000 مريضاً سنوياً.

 

وفقاً لتريد مالتا ليمتد، تكثف السلطات الجزائرية الآن جهودها لتوسيع نطاق السياحة وأصبح مشغلو الفنادق للأجانب نشطين بشكل متزايد في السنوات الأخيرة. في حين أن السوق الشاملة السياحية المنتشرة في العديد من الوجهات المتوسطية الأخرى ليست مدرجة أو حتى مطلوبة من قبل السلطات، وسياحة الأعمال الأجنبية والمناطق المتخصصة مثل الطبية لديها إمكانات قوية للنمو على الرغم من ذلك.

 

ووفقاً لوكالة السفر الطبية إنترميدلن، وهي ميسرة للسياحة الطبية، فإن الإجراءات الرئيسية التي يسعى إليها السائحون الطبيون في الجزائر تشمل:

 

  • فقدان الوزن
  •  العناية بالأسنان
  • الجراحة التجميلية 
  • علاج العقم 
  • جراحة العظام
  • جراحة العمود الفقري والأعصاب
  •  جراحة القلب
  • علاج السرطان
  • الجراحة العامة
  • جراحة العيون
  • العلاج بالخلايا الجذعية

ليبيا

يسافر العديد من الأشخاص إلى الخارج إلى أوروبا والبلدان المجاورة مثل الأردن وتونس لتلقي العلاج نتيجة لضعف البنية التحتية للرعاية الصحية في ليبيا. ومع ذلك، فإن ضعف الاقتصاد الليبي وبطء المدفوعات من قبل وزارة الصحة قد أثرا على قدره الليبيين على الحصول على الرعاية.

 

وأعرب الرئيس التنفيذي لجمعية المستشفيات الخاصة، عبد الله هنداوي في مقال نشر في مجلة السياحة الطبية، "يأتي المرضي الليبيون إلى الأردن لتلقي العلاج الطبي منذ 10 سنوات وتُعرف الخدمات الطبية الاردنية في ليبيا بتميزها وخدمات الرعاية عالية الجودة والأسعار التنافسية، ونتيجة لذلك، اختار المرضي الليبيين والحكومة الليبية الجديدة الأردن كوجهة أولي مرغوبة لتلقي العلاج الطبي للمصابين والأشخاص الذين يعانون من التخصصات والعلاجات الطبية الأخرى المطلوبة."

 

وفي الوقت ذاته، تظهر الإحصاءات التونسية الرسمية انه حتى قبل ثورة عام 2011، كان أكثر من 1.5 مليون مواطن ليبي يسافرون إلى تونس للسياحة أو العلاج الطبي سنوياً.

 

وبالرغم من ذلك، ووفقا للمراقبة الليبية، أعلنت وزارة الصحة الليبية عن وقف العلاج في الخارج في يوليو 2019، بعد الاستقالة الجماعية للأعضاء في اللجنة الاستشارية العليا للعلاج في الخارج احتجاجاً على رفض البنك المركزي الليبي تسديد تكاليف علاجات المريض. مما سيؤثر على المرضي الليبيين الذين ترعاهم الحكومة ويسافرون إلى ألمانيا والأردن وتونس علي وجه الخصوص.

نبذه عن معرض ومؤتمر صحة شمال أفريقيا

يعد معرض شمال أفريقيا الصحي معرض ومؤتمر يستمر لمدة 3 أيام وسيعقد في الفترة الثانية من سنة 2020 ويربط هذا الحدث المتخصصين الرئيسيين في الصناعة من المنطقة والخارج للالتقاء والتعلم والقيام بأعمال تجارية.

 

سيستضيف المعرض في نسخته لعام 2020 أكثر من 180 عارض و5,000 من مقدمي الرعاية الصحية، الأطباء الممارسين، المصنعين، خبراء الصحة الإلكترونية، المشترين الرئيسيين، الموزعين، صانعي السياسات وأصحاب المصلحة من جميع أنحاء العالم. وسيسلط هذا الحدث الضوء أيضا على 5 مجالات صناعية رئيسية بما في ذلك التصوير، الأجهزة الطبية، المعامل، المشاريع الصغيرة والابتكار،  السياحة الطبية ، الجناح الوطني.

 

وتكملةً لمجموعة متنوعة من المحتوى العلمي والتعليمي، ستستضيف صحة شمال أفريقيا مجموعة متنوعة من المؤتمرات وورش العمل بما في ذلك مؤتمر المعامل التابع إلى الجمعية المصرية للطب المعملي و المعتمد للتعليم الطبي المستمر، ومؤتمر الاشعة المنعقد تحت مظلة الجمعية المصرية للاشعة والطب النووي و المعتمد للتعليم الطبي المستمر، ومؤتمر الرعاية الصحية الرقمية.